بمناسبة شهر رمضان الكريم عايزين ننتهز الفرصة دي و نتكلم في موضوع مهم جدا لأن في رمضان لازم نعمق الروابط بيننا عشان نقرب من ربنا أكتر والموضوع ده هو الحــــــــــب في الله
الحب كلمة من حرفين بها خرج آدم من الجنة وبها يدخل الإنسان الجنة, لها قامت حروب وعليها تكسرت امبراطوريات وشعوب, وهو رسالة لا تصل إلا من القلب إلى القلب.
فالحب هو ذلك الشعور الخفي الذي يتجول في كل مكان بحثا عن فرصته المنتظرة ليداعب الإحساس ويسحر الأعين ويستقر في غفلة من العقل داخل تجاويف القلب حيث ينشر أريجه ليحيل به كل شقاء إلى سعادة وكل سخط إلى رضا وكل زيف وخداع إلى صدق وأمانة.
وهو صفة غرسها الله في قلوبنا منذ نعومة أظفارنا.. رحلة عظيمة تبدأ من الطفولة بداية بتعلق الطفل بأمه, مرورا بحبه لأهله وأصدقائه ووصولا لأعظم حب في الوجود وهو حب الله ورسوله عليه الصلاة والسلام.
وأسمى وأطهر معاني الحب هو الحب في الله, فهو عبادة عظيمة أجره وفير لكن يغفل عنه الكثير من الناس مع أن الحاجة ماسة إلى تلك العبادة في كل حين.
قال تعالى: ( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان).
وهو أيضا طريق ممهد لدخول الجنة, حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم)
ويمدح الله المتحابون بجلاله ويعظم شأنهم ويظلهم بظله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله, ويعدهم بمنابر من نور وغبطة النبيين والشهداء.
ولننال هذا الأجر العظيم يجدر بنا معرفة الخصائص التي يكتمل بها معنى الحب في الله , ومنها أن يكون خالصا لوجه الله تعالى ناء عن المصالح, وأن يقوم على طاعة الله والتقرب إليه، ويبنى على أساس من التفاهم والصدق والأمانة والإخلاص حتى يسعد صاحبه, وأن يشتمل على تناصح المتحابين في الله فيما بينهم، وليكتمل سمو هذه العلاقة يجب أن يتوافر فيها قدر كبير من البذل والعطاء دون انتظار الجزاء , ومن هنا يجب أن نشير إلى أهمية التريث في اصطفاء المرء لمن يحب , والتمييز بين القادرين على منح الحب والذين يفضلون الاستمتاع فقط بحب الآخرين دون منحهم أي قدر من الحب.
وأخيرا نقول..... إن من الحب ما يفجر في القلب نورة ويهب في النفس عطاء في كل المجالات لاسيما الحب الذي ينمو في كنف شريعتنا لإسلامية الكريمة متوجا بحب الله ورسوله؛ لذا فليبحث كل منا في قلبه عن ذلك الشعاع الذي ينير له دربه ويكون حافزه الحقيقي للنجاح والتقدم , وأن يسعى للحفاظ عليه والتمسك به قبل أن يندثر ويتبدد مثلما تبددت الكثير من قيمنا وأخلاقنا الأصيلة.
قال تعالى: ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم).
هاستنى آرائكم ومشاركتكم ومناقشاتكم معانا